الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث غرب العاصمة: طفل ينجو من اعتداء سافر بعد تحويل وجهته بسكين

نشر في  26 مارس 2014  (11:06)

الساعة كانت تشير الى حوالي السابعة والنصف عندما غادر الطفل منزل العائلة متجها نحو تاجر الحي لابتياع بعض الاغراض التي كلفته والدته بشرائها وفي مكان اخر كان هناك وحش ادمي يختفي وراء الظلام في انتظار الفريسة التي ستقع في شباكه وهو الذي له خبرة وسوابق في الاعتداء على البراعم الصغيرة، لكن هذه المرة خاب مسعاه الاجرامي ومني بالفشل الذريع من انجاز نواياه الخبيثة ووقع في قبضة أعوان الامن.
اخبار الجمهورية تابعت هذه الحادثة الخطيرة وتحصلت على عديد المعطيات على عين المكان ليكون هذا النقل.
العطلة.. وبعد
الطفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر سنة، وهو تلميذ يدرس بالسنة السابعة من التعليم الاساسي، وبمناسبة العطلة المدرسية الحالية والتي شارفت على النهاية رافق والدته الى مدينة القيروان لزيارة الاهل والاحباب، وبالنظر الى نتائجه المتميزة فقد عومل معاملة حسنة من طرف خاله الذي منحه مبلغا ماليا «10د» كمكفأة له، وفي نفس يوم الحادثة عاد الى العاصمة وهو تاريخ سيبقى راسخا في ذهن افراء عائلته، ففي مساء ذلك اليوم ناولته امه ثماني مائة مليم لشراء بعض المواد الضرورية من متجر الحي، وكانت الساعة آنذاك قد قاربت الثامنة ليلا وببراءة الطفولة غادر المنزل على أمل العودة مسرعا اليه، لكن كان هناك وفي احد انحاء الحي المظلم يختفي احدهم وهو من ذوي السوابق العدلية.
اعتراض وتحويل وجهة
كان سالكا الطريق الموصل الى المتجر لاتمام عملية الشراء، ولم يكن يعرف انه سيكون له موعد مع مفاجأة مدوية، فبمجرد وصوله الى المكان الذي يختفي فيه هذا الوحش يظهر له وبكل برودة دم ودون مراعاة لعواقب ما أقدم على فعله، وضع سكينا كبير الحجم في جانبه الايسر وحول وجهته نحو مكان اخر.
إصرار وخوف
تحت طائلة التهديد رافق الطفل المسكين دون أن يبدي أي مقاومة، لجلاده نحو المصير المجهول غير مصدق لما حدث له ولا يعي ما يدور حوله فيما كان الجاني قد خطط لتنفيذ فعلته الشنيعة والتي خامرت فكره منذ وقوفه هناك وتيقن من تنفيذها منذ ان شاهد الطفل مارا امامه في اتجاه المتجر، اللحظات والدقائق كانت تمر بسرعة مذهلة مرافقة دقات قلبه التي تسارعت بصورة بعثت داخله الشعور بالخوف امام تواصل بطش الجاني وتمسكه بتنفيذ الجرم الفظيع.
محاولة وفشل
اتجه الجاني برفقة الطفل الذي لم تشفع له توسلاته في الافلات من قبضته، ولكي لا ترصده اعين المارة اتجه بالطفل الصغير نحو احدى الضيعات الفلاحية المهملة وهو المكان المناسب الذي اختاره المتهم لتنفيذ جريمته، وفور وصوله الى هناك حاول الاعتداء على الطفل الصغير بفعل الفاحشة غير أنه ومن حسن حظ الطفل ان مر بجانب المكان احد المواطنين بواسطة دراجته النارية وتفطن للامر، مما جعل المظنون فيه يتراجع عن فعلته، غير أن ذلك لم يكفه بل قام بتفتيش الطفل حيث عثر لديه على مبلغ 10.800 مليما فاستحوذ عليه كاملا ليخلي سبيله لاحقا.
عودة وشكوى
فور عودته الى منزل والديه اعلم الجميع بما تعرض له منذ حين من عملية تحويل وجهته والتي كانت تكون عواقبها وخيمة لولا تدخل ذلك المواطن الصالح، ليقع لاحقا تقديم شكوى لدى السلط المعنية، فتحرك أعوان الامن بالمنطقة وتمكنوا في ظرف وجيز من رصد المواقع التي يتردّد عليها  الجاني وفي اللحظة المناسبة تم القبض عليه.
انكار.. فاعتراف
المتهم في هذه القضية الخطيرة في العقد الثالث من العمر سبق ان تورط في قضية مشابهة، وقد أنكر  في بداية الامر لكن بمجابهته بالطفل الذي تمسك بأن المظنون فيه هو من قام بعملية تحويل وجهته لم يجد المتهم من حلّ سوى الاعتراف بذلك، ليقع لاحقا احالته على النيابة العمومية بتهمة محاولة الاعتداء بالفاحشة تحت طائلة التهديد والسلب.


خميس اليزيدي